منتدى تعليم التصميم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لاخذ خبرة كافية لتصاميمك,توقيع,بنر,سناب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موعد في حقل الورد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
همس
الـــمشرفة العـــامة
الـــمشرفة العـــامة
همس


انثى
المشاركات : 298
نقاط : 5867
السٌّمعَة : 2

موعد في حقل الورد Empty
مُساهمةموضوع: موعد في حقل الورد   موعد في حقل الورد Icon_minitimeالخميس 21 أغسطس 2008 - 21:02

موعد في حقل الورد
موعد في حقل الورد


التأليف والإعداد للمنتدى: نـور الوفا
إنها المرة العاشرة التي يفحص بها رعد بوصلته الألكترونية ليتأكد من موقعه الحالي ، ومن جديد تعود المعلومات لتأكد صحة الموقع .. لكن كيف يكون هذا .. هل يمكن أن تكون المعلومات خاطئة !! هل يعقل أن ينقلب المكان بين ليلةٍ وضحاها ! وألأغرب من هذا كلِه أن الطريق الذي أتى منه لم يعد له وجود .. وكأنما أنشقت الأرض فجأةً عن هذا المكان الغريب..

هذا ما كان يردده رعد بحيرة وذهول حيث قدم على موعده ليقابل رنا في هذا المكان حيث تعارفا فيه لأول مرة وكان حقلاً واسعاً مليئاً بأنواع الورود الجميلة العبقة الرائحة فإذا به يرى نفسه وسط أرضٍ جرداء مقفرة لا نبات فيها ولا ماء وليس فيها غير الصخور والكثبان الرملية والأرض متشققة كما لو أن السماء لم تمطر هنا منذ دهور.

عند نفس المكان لكن في بعدٍ زمني آخر كانت رنا تقف وسط حقل الزهور منتظرة بلهفة وشوق مترقبة في الطريق النيسمي مقدم رعد ، كانت الزهور في الحقل كثيفة ومتجانسة الإرتفاع كأنها سجادة حاكتها يد فنانٍ مبدع وبين الحين والآخر كان النسيم يهب عليلاً فتتطاير معه وريقات الأزهار الملونة بنسقٍ موسيقي شجي مداعبةً الفراشات المحلقة فوق الزهور ، هذه الفراشات طالما وقفت على رنا التي تقف بسكون محدقةً نحو الغرب دونما حراك لايتحرك منها سوى خصلات شعرها الأسود الغامق كلون عينيها وقماش ثوبها المخملي الأزرق التائه وسط لون الحقل.

نعود إلى رعد ... حيث المظر معاكس تماماً ... هنا الهواء اللافح يضرب كثبان الرمال الصغيرة فتعلو منها دوامات الغبار .. هذا الغبار المنتشر في الجو بحيث لا تظهر من خلاله الشمس ويلقي بعتمةٍ كئيبةٍ على المكان حتى يوشك أن يجهل في أيِ وقت من النهار الآن .. عندما قدم إلى هنا كان الوقت عصراً ولم يكن هذا المنظر كما هو عليه الآن .. بل بدأ بالتدريج شيئاً فشيئاً كلما تقدم خطوة ازدادت الآرض وعورةً وجفافاً حتى اذا أدرك أن في الأمر خطأ ما وحاول أن يرجع من حيث أتى إنطمست معالم المكان وكأنه دخل في منطقةٍ مسحورة .. ومن جديد حاول أن يخرج من المكان .. ركض .. هرول ..دار من عدة إتجاهات .. لكن بدون جدوى .. لا شيء سوى الأرض الجرداء والجو المغبر والصخور تملاْ المكان.. تعب من الجري .. وخفت خطواته .. وتثاقلت ..جف ريقه وارتسمت معالم الحزن على وجهه المرهق .. حزن ليس على ماهو فيه الآن لكن خشي أن يضيع موعده مع رنا.. رنا تلك الفتاة الرائعة التي رأها أول مرة في حفلة التخرج لدفعته في كلية علوم الفضاء ..

هو من النوع البارد الذي لا يهتم لمشاعر لفتاة ولا يحس بعاطفة تجاه من حوله من النساء .. فهو جاد في العلاقات مولع بإختصاصه ينظر ببرود إلى أية علاقة مودة بين شاب وفتاة .. لكنه عندما رأى هذه الفتاة لأول مرة احس في داخله بشيءٍ يتحرك .. لمس فيها حيويةً غير إعتيادية .. ودفقاً من الحنان الممزوج بالذكاء الذي يلمع في عينيها .. أحسها كالنسمة الرقيقة التي تمر صامتةً ومنعشة .. وكالسحر تعارفا وأصبحا صديقين .. وتواعدا للقاء الأول في حقل الورد .. ثم بعدها أصبحا صديقين حميمين .. وتوطدت علاقتهما ولم يدُر بخلدهما أنّ هذه الصداقة ممكن أن تنمو كما تنمو البراعم الصغيرة في الربيع وهي تتغذى بالوفاء والمشاعر النبيلة الصادقة...

والآن أين نحن ياتُرى! .. ما هذا المكان الموحش الذي تنعدم فيه المشاعر الدافئة .. ما هذه المناظر التي تبعث في نفوسنا قشعريرة الخوف ... ورهبة المجهول .. لابد من انه كذلك .. نعم .. أنّه قصر ساحرة الوقت الشريرة تايمينيا .. ها هي تجلس بترقب .. تطيل النظر في بلورتها السحرية .. التي تنعكس من داخلها صورة المكان الذي فيه رعد ... هكذا إذاً ... لاعجب.. لقد إستخدمت سحرها الرهيب لتحول بين لقاء رعد مع رنا .. لقد نقلت رعد إلى بعدٍ زمني آخر... إلى مئات السنين للوراء يوم كان حقل الورد مايزال أرضاُ مقفرة .. وأحاطته بسحرها بحاجز من الوهم والخداع لتمنعه من الخروج من المكان.
لقد أحبت تايمينيا رعد .. حباً تملّكياً كما لو كان هدفاً ترغب الحصول عليه فحسب .. وحاولت أن تتشكل له أكثر من مرة بهيئة فتاة جميلة ..لكنه لم يأبه لها ولم يٌعرها أدنى إهتمام .. وعندما رأت صداقته مع رنا وشعرت بعمق العلاقة بينهما ثارت ثائرتها وصممت أن توقف هذه العلاقة بأي ثمن.

نعود إلى رنا المسكينة .. وقد بدت معالم الحزن على وجهها النقي .. وألقت ببصرها على يدها المقبوضة على شيء ما ... فتحتها ببطء .. فإذا هما خاتمان مربوطان بسلسلة .. وعادت بذاكرتها إلى بضعة أسابيع للوراء .. يوم أهداها رعد خاتمه رمزاً لتوطيد صداقتهما وقامت هي بالمقابل بنزع خاتمها ووضعت الخاتمين في سلسلة واحدة وتواعدا أن يبقيا صديقين حميمين مادام الخاتمين معاً.. وهنا تلألأت قطرة دمع في عيني رنا وسقطت على الخاتمين .. إنّ ما في قلبها أغلى وأثمن من الصداقة .. أنها تكنُّ في داخلها شعوراً نبيلاً تجاه رعد لكنها لم تجرؤ أبداً على البوح به.. فسارت بخطواتها نحو الغرب كأنها تشعر بوجود رعد في المكان ..قريباً منها لكنها لا تتمكن من رؤيته .. فتوجهت نحو الغرب يقودها شعور خفي وإيمان بأنها سوف تعثر عليه وأنه بحاجةٍ لها..

أماّ رعد فقد أعياه المشي والتفكير .. فترنح في مشيه على غير هدى .. حتى سقط إلى الأرض ... ودارت الأحداث في مخيلته كشريط سريع ومتقطع من الذكريات .. حياته السابقة التي مرّت.. الفتيات التي حاولن مصادقته وتجاهله لهن .. الدروس ... التمارين الميدانية ... الفتاة الغريبة التي أصرّت على مصادقته .. وأخيراً حفلة التخرج.. وكيف إلتقى رنا .. الخاتمين والسلسلة .. حقل الورد ... الموعد ... وفي ما تبقى من وعيه .. جال بباله سؤال مضطرب .. ما هو المحور في الموضوع ... رنا ... الصداقة .. شيء أكبر ... هل هو .. ثم أغمض جفنه فاقداً لوعيه..

ساد المكان صمت رهيب لدقائق .. حتى الرياح توقفت عن الهبوب ..وكأنما الزمان قد توقف تماماً ..
فإذا بنفحة نور من بعد ..خلف رعد المغمى عليه ... نعم إنها رنا ..أنها تتقدم وهي مغمضة العينين .. لكن كيف .. لقد تمكن حبها الطاهر لرعد من كسر حاجز الزمان والنفاذ إلى حيث يكون رعد .. لقد قادها إحساسها الصادق مخترقاً كل سحر .. نعم فالحب الحقيقي هو أكبر من أي سحر.. فتحت عينيها وهي تتقدم نحوه وتقترب منه ولم يبق بينهما سوى خطوات.. وصلت إليه .. وأنحنت عليه .. ثم جثت على الأرض وبرفق وضعت رأسه على ركبتيها .. ووضعت راحة يدها على جبينه تمسح الغبار عنه .. وقطرات دمعها تتساقط على وجهه ورقبته .. بعد لحظات تحرك رعد قليلاً ثم فتح عينيه وإستقر نظره بعيني رنا .. وإبتسم لها وهي تبتسم له وعيناها ما تزالان تذرفان الدمع كللآلئ البحر النقية .. لقد أدرك في لحظات أغمائه معنى الشعور تجاهها .. عرف أنه الحب الحقيقي النقي .. الحب الذي يكسر كل الحواجز .. ويخترق الزمان..

وفي هذه اللحظة أشرق شعاع ساطع من الضوء من موضعهما لينتشر ويبدد عتمة المكان ويرجع حقل الورد بمنظره وجوّه وزمنه الحقيقي بدلاً عن الأرض المهجورة ..
وفي البعد إذا انصتنا جيداً سمعنا صرخةً مكتومة ... تنادي بخيبة الأمل .. تعرفون لمن هذه الصيحة .. ونحو المغرب حدق الحبيبان نحو شمس الأصيل الجانحة للغروب والتي ترسم بألوان طيفها أروع صور الجمال معلنةً عن نهايةٍ سعيدة لنهار العاشقين .. ومبشرةً بيوم جديد تطلع عليه ملؤه الحب والوفاء والإخلاص.



أعزائي شكراً لأنكم قرأتم هذه القصة المتواضعة
ولي عندكم طلبان الأول رأيكم في القصة القصيرة
والثاني هل ممكن أن تعرفون من أين أستوحيت فكرة هذه القصة


مع أرق تحياتي








منقووووووووووووووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موعد في حقل الورد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تعليم التصميم  :: الاقسَـــآم الأدبيـــة :: يـُحكىَ أنّ ..!-
انتقل الى: